لم تكن تركيا منذ زمن قريب على هذا القدر من التطور و التقدم ، حيث كانت غارقة في الديون الخارجية و تعاني من أزمة مالية خانقة إلى حين انتخاب حزب العدالة و التنمية ليتسلم مقاليد الحكم في عام 2002م و ينفذ خطته النهضوية لتحويل تركيا من دولة غارقة في الديون إلى واحدة من أقوى الدول في العالم .
فما هي نواحي النهضة التي شملتها رحلة التطور في تركيا؟!
- النهضة الاقتصادية:
بعد جهود حكومية حثيثة دامت 20 سنة حقق الاقتصاد التركي نمواً متزايداً ومطرداً على أساس سنوي , حيث قدر النمو خلال الربع الأول من العالم 2022 م بـ 7.3 وفق هيئة الإحصاء التركية.
و ازداد إجمالي الناتج المحلي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2022 م ، بنسبة 7.3 % مقارنة بالفترة نفسها من العام 2021 م.
وأشارت الهيئة إلى ارتفاع تقدير الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية 79.5 % في الربع الأول من العام 2022 م، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2021، والذي بلغ تريليونين و496 ملياراً و328 مليون ليرة تركية.
ولا يزال العمل جاريا لتحقيق رؤية الحكومة التركية لعام 2023 – 2053 م بجعل تركيا أحد أقوى عشر دول في العالم.
- النهضة السياحية:
تضيف تركيا مواقع جديدة للسياحة إلى قائمة وجهاتها بشكل سنوي والهدف من ذلك هو تحقيق رؤية الحكومة التركية لعام 2023م.
علن وزير السياحة التركي محمد نوري أرصوي، الجمعة، عن استراتيجية تركيا السياحية لعام 2023، مؤكدًا تعديل العدد المستهدف للزوار من 50 مليون إلى 75 مليون.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده الوزير التركي في مدينة إسطنبول، بمشاركة ممثلي المؤسسات المعنية بالقطاع السياحي في عموم تركيا.
وقال أرصوي إن أساس الاستراتيجية، يعتمد على الأهداف الموضوعة في خطة التنمية الـ11 والمجلس السياحي الـ3 وبعض المؤشرات الرئيسية.
وأوضح أنهم عقدوا الاجتماع في يوم السياحة العالمي، وأن المشروع المهم الذي قاموا بطرحه شارك فيه فريق متخصص في القطاع، ويتضمن سياسات دقيقة جدًا وأكّد على تعديل هدف تركيا في عدد الزوار إلى 75 مليون نتيجة النمو السريع في القطاع، بعد أن كان الهدف السابق 50 مليونًا بقيمة 50 مليار دولار وشدّد على أن تركيا حلّت وفق بيانات منظمة السياحة العالمية في المرتبة الـ6 من حيث عدد السياح، والـ14 من حيث العائدات في هذا القطاع.
- النهضة الصناعية:
وجدت الحكومة التركية أن أحد أهم أسباب التطور الاقتصادي لدولة ما هو تطوير الصناعة المحلية لديها و خفض حاجة الدولة للاستيراد و بالمقابل زيادة الصادرات، لذلك قامت ببناء مدن صناعية عديدة، كل واحدة منها تختص بصناعة معينة مثل :
- صناعة الأثاث المنزلي
- صناعة المنسوجات
- الصناعات الغذائية
- الصناعات الكيميائية
- صناعات المركبات والسفن
- الصناعات العسكرية والدفاعية
ومع مرور الوقت تمكنت تركيا من خفض وارداتها، حيث صرحت وزيرة التجارة التركية “روهصار بيكجان” أن واردات تركيا لعام 2018م قد بلغت 223،1 مليار دولار أمريكي في حين انخفضت في عام 2019م إلى 210،4 مليار دولار.
أما الصادرات فقد ارتفعت من 168،1 مليار دولار في عام 2018م إلى 180،5 مليار دولار للعام 2019م مسجلة بذلك رقما قياسيا في الارتفاع على أساس سنوي.
كما تقدم الحكومة التركية العديد من الحوافز للتشجيع على تصدير المنتجات التركية الأمر الذي أدى إلى زيادة عدد شركات الشحن الدولي البري والبحري والجوي في أنحاء البلاد.
- النهضة الصحية:
وضعت الحكومة التركية القطاع الصحي في رأس أولوياتها حيث زادت مخصصات هذا القطاع من 18،7 مليار ليرة تركية في عام 2002م إلى 188،6 مليار ليرة في عام 2020م ، وبذلك تكون قد رفعت مخصصات القطاع الصحي في الموازنة العامة للدولة من 11،3% إلى 17،2% في عام 2020م.
لم تلبث نتائج الاهتمام الحكومي بالقطاع الصحي حتى ظهرت آثارها في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا حيث استطاعت المستشفيات التركية أن تستوعب أعداد المصابين دون الحاجة للتحول لبروتوكولات الحرب التي طبقتها العديد من الدول الأوروبية وتعني تقديم رعاية الشباب على المسنين.
وفي ذات السياق صرح وزير الصحة التركي “فخر الدين قوجه” أنه وفي ذروة الأزمة لم تتخطى نسبة الإشغال في المستشفيات أو في حجرات الرعاية المركزة نسبة 70% و هي ظاهرة فريدة على مستوى العالم.
- النهضة التعليمية:
يعتبر التعليم في تركيا إلزامياً من سن السادسة حتى سن أربعة عشر عاماً.
و تنقسم مراحل نظام التعليم في تركيا إلى :
- التعليم الابتدائي
- التعليم الثانوي (الأكاديمي أو المهني)
- التعليم العالي
تولي تركيا اهتماما كبيرا للتعليم العالي على أراضيها حيث تضم أكثر من 200 جامعة يصل عدد الطلاب فيها إلى أكثر من 8 مليون طالب و في العام 2019م دخلت 82 جامعة تركية قائمة أفضل جامعات العالم.
كما تقدم تركيا المنح و المساعدات المالية و برامج التبادل الطلابي لجذب أكبر عدد ممكن من طلاب الدول العربية و الإفريقية و الأوروبية و قد احتلت تركيا المرتبة 15 عالميا على مستوى استضافة الطلاب الدوليين لما تقدمه من حوافز تشجيعية، و نتيجة التكلفة البسيطة نسبيا مقارنة بدول أوروبا.
- النهضة العمرانية:
بدأت الهندسة المعمارية في تركيا بالتطور في فترة الجمهورية التي تم تأسيسها عام 1923م، و تأثرت العمارة التركية وقتها بالطراز المعماري العثماني ، أما في فترة الثلاثينات و الأربعينات فقد بدأت تركيا بدعوة المعماريين الأجانب ليحمل الطراز المعماري حينها الطابع الأوروبي .
و لكن مع مرور الوقت و تحديدا بعد العام 2000م و نتيجة انتشار الإنترنت و انفتاح الدول على بعضها لم تعد تركيا بحاجة لاستقطاب المعماريين الأجانب، و أصبحت تعتمد في تصميم المدن و المباني على مصممين محليين ، لتبدأ بعدها بإنشاء المباني الشاهقة و الأبراج العالية التي كان آخرها برج “تشاميلجا” في إسطنبول الذي تم افتتاحه بتاريخ 29 مايو 2021م بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان و يبلغ طول هذا البرج 369 مترا و ارتفاعه 587 مترا فوق سطح البحر.
و بالطبع للمباني السكنية حصتها في النهضة العمرانية فقد كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب ألقاه الثلاثاء بتاريخ 13/9/2022م من داخل المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة عن مشروع بناء 500 ألف مسكن و 250 ألف أرض صالحة للإعمار و 50 ألف مكان عمل في جميع الولايات التركية خلال فترة لا تتجاوز عام 2028م.
أما عن حركة بيع وشراء العقارات فقد كشفت هيئة الإحصاء التركية أن عدد المنازل المباعة في عموم تركيا خلال آب/أغسطس 2022م قد بلغ 123 ألفا و 491 منزلا بزيادة 31،5% مقارنة مع مبيعات تموز/يوليو الماضي من العام نفسه.
كما بلغ عدد المنازل المباعة للأجانب خلال شهر آب من العام 2022م 5 آلاف و 273 منزلا.
و تصدرت إسطنبول قائمة الولايات التركية الأكثر بيعا للمنازل ب 18 ألفا و 485 منزلا.
و تنفذ الحكومة التركية اليوم مشروع بناء مدينة “يني شهير” بمحيط قناة إسطنبول الجديدة و التي ستتضمن بنى تحتية قوية و مواصلات برية و بحرية و جوية ومراكز تجارية وقاعة للمؤتمرات ، جاعلة منها مدينة استثنائية تنافس أهم المدن في العالم.
إن هذه العوامل مجتمعة تؤثر بشكل إيجابي على القطاع العقاري و تجعل من جميع الأراضي التركية مشاريع مغرية للاستثمار ، إن كنت من الراغبين بالاستثمار في تركيا وتحديداً أراضي المشروع الضخم قناة إسطنبول الجديدة و أينما كنت حول العالم فإن شركة الحاج غروب تقدم لك استشارة مجانية لتساعدك في الوصول إلى هدفك.
المصدر وكالة الأناضول
#الحاج_غروب
#تركيا
#قناة_اسطنبول